كان رجلاً من أهل الكوفة أضله الله وكان ذو قدر في عيون بعض الناس وصاحب كلمة مسموعة لديهم ، وكان الرجل يزعم للناس فيما يزعمه لهم أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يهودياً في أصله وأنه ظل علي يهوديته بعد الإسلام أيضا .. .
.
فلما سمع الإمام أبو حنيفة مقالته هذه مضي إليه وقال له : لقد جئتك خاطبا ابنتك فلانة لأحد أصحابي
فقال الرجل : أهلا بك ومرحبا إن مثلك لا ترد له حاجة يا أبا حنيفة ولكن من الخاطب ؟ فقال رجل موصوف بين قومه بالشرف والغني سخي اليد كريم شديد الكرم ... حافظ لكتاب الله عز وجل يقوم الليل كله في ركعة .... كثير البكاء من خوف الله تعالي .
.
فقال الرجل بخ بخ حسبك يا أبا حنيفة إن بعض ما ذكرته من صفات الخاطب يجعله كفئاً لبنت أمير المؤمنين
فقال الإمام : غير أن فيه خصلة لابد من أن تقف عليها
قال الرجل : وما هي ؟
قال : إنه يهودي
فانتفض الرجل وقال : يهودي ؟ أتريد مني أن أزوج ابنتي من يهودي يا أبا حنيفة؟ والله لا أزوجها منه ولو جمع خصال الأولين والآخرين .
.
فقال أبو حنيفة : تأبي أن تزوج ابنتك من يهودي وتنكر ذلك أشد الإنكار ثم تزعم للناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنتيه من يهودي فعرت الرجل رعدة وقال : أستغفر الله من قول سوء قلته وأتوب إليه من فرية افتريتها .
.
.
المصدر:شذرات الذهب - صور من حياة التابعين .